عركة في المجلس و العد التنازلي لسقوط الدولة المزيفة

عركة في المجلس  و العد التنازلي لسقوط الدولة المزيفة

لحمت في مجلس الشعب بين مساندي  ومعارضي هيئة الحقيقة و الكرامة و سهام بن سدرين و ولات ضرب بونية. للامانة لحكاية متقلقناش أبدا  و كنا باش نتجاوزوا الموضوع كالعادة و لكن ….

و بالمناسبة يوم السبت العشية كان عندنا نقاش قومي تونسي حول أفضل الدساتير الممكنة و حول الضمانات القانونية لحسن سير الدولة أو لعدم خرق الدستور، و في النقاش تجبد موضوع مهزلة إنتخابات المحكمة الدستورية .
و أي واحد يقول شنية علاقة هيئة بن سدرين و الدستور المثالي .؟؟؟؟ لكن في الحالة التونسية عندهم علاقة عملاقة من ناحية أن:

قانون العدالة الإنتقالية يعطي للهيئة الحق في التمديد بعام مع تقديم التعليل دون المرور بموافقة مجلس الشعب لكن نواب نداء تونس  و أفاق  و المشروع الي يتكونو في أغلبهم من مناصري النظام السابق و ضد كل عمليات كشف أو بحث في جرائم النظام السابق لذلك راو إنو لازم يتعمل تصويت على إستمرار الهيئة.

القضية مش في الهيئة أو في التفوريخ العاطفي لنواب فاسدين و أحزاب (فرانسا و الإمارات) و إنما في إشكال تونسي عميق إسمو خرق القانون الي هو مستمر عندنا من قرون بتعلات مختلفة و متجددة :
تونس من عهد الأمان في القرن 19 إلى  دستور الجمهورية 1959 إلى دستور الثورة 2014 : تونس تعجز تماما على إحترام الدستور، وعندنا حاليا 3 تجارب دستورية مانجحت فيهم حتى وحدة!!

لتو مافهمنا إنو عندنا عجز مطلق على الوفاء بالتزاماتنا لذواتنا فقط، لأنو الإلتزام مع الخارج نلتزمو بيه بالسيف علينا!!!! النخبة الي حكمتنا قبل الاستعمار و بعد الاستعمار و قبل الثورة و بعد الثورة.. عاجزة تماما إنها توفي بالتزامتها السياسية و القانونية و هذا بإستعمال جميع أنواع التبريرات و الحجج التلفيقية .

مستحيل تتقدم أمة أو دولة أو أي إنسان كائنا من كان.. و هي عاجزة على الوفاء بالتزاماتها مهما كانت الالتزامات و قيمتها العملية لأنو هذا يعني الإستهتار بالذات الي هو سلوك طفولي ما ينجم كان يسبب الكوارث و ما تنجمش تتقدم بيه الدولة.

نواب الأحزاب “الفرانكو إمارات” و التجمعية ينجمو يكرهو و يسبو بن سدرين لآلاف المرات و يعرقلو المحكمة الدستورية و العمل بالدستور .. و لكنهم برفضهم للقانون و خرقهم للدستور فإنهم يبينوا عجزهم التام و المطلق على الوفاء بأي التزام من أي نوع كان أخلاقي أو سياسي أو إقتصادي… أي أنهم من المستحيل يقدمو بتونس في أي مجال .

نخبة النظام السابق الي تفتقر لأي مبدأ من أي نوع كان و الي الحكم بالنسبة ليها هو محاولة إسكات الشعب بالقوة أو بالكذب و الإلهاء، تقوم بإعادة السناريو التقليدي التونسي بسن القوانين ثم خرقها من طرف جهاز الدولة.

الكارثة التونسية بإمتياز هي إنو جهاز الدولة هو أول خارق لقانون الدولة:
يوم السبت 24 مارس رئيس مجلس الشعب الي هو أصلا محامي يعني  رجل قانون يقوم بخرق القانون و يساندوه نواب إنتخبهم الشعب. وقروا إنهم يخرقوا قانون عملوه نواب إنتخبهم الشعب، و يؤكدولنا إنو القانون كيف يتسن يبقى ملزم للي سنوه فقط أما النواب الجدد مايلزمهمش و ينجمو يطيشوه وراهم أي إنهم ينكرو وجود قانون الدولة الملزم للجميع لين يقع الغاؤه قانونيا.

مشكلة الدولة التونسية الأساسية من قرون إنها تتولد مشوهة لعدم وجود المبادئ المقدسة الي تتأسس بيها الدولة. و كذلك لوجود نظام الطغيان : سلاطين، خلفاء، دايات، بايات و من بعد الأحزاب الي تقوم بنفس الدور القديم للطغاة بخرقها كل قانون ما يعجبهاش و لهنا تتشلك الدولة و تفقد شرعيتها.

كذلك ماننسوش إنو نقابات البوليس تخرق القانون و رئيس الجمهورية يخرق الدستور و مجلس القضاء يخرق القانون و ……

الحقيقية أن الدولة التونسية الحالية فقدت كل شرعية و قاعدة تحتضر لا أكثر لا أقل في إنتظار الدولة الحقيقية القوية :الدولة القومية التونسية .

حقيقتا لازم نقولوها هذه : دولة مؤقتة، دولة مزيفة، دولة تابعة، دولة ضعيفة، دولة النقابات، دولة العصابات، دولة سفير فرانسا…  بكل المعايير و المقاييس هذه حقيقة الدولة و هذه خربتهم الي صنعوها.

 

هذه الدولة الي صنعوها : تونس الضعيفة، تونس السرفارات، تونس العساسة، تونس القوادة ، تونس اللحاسة، تونس المتسولين، تونس الآتباع، تونس البيوعة، تونس الجاهلة… هي الي شفناها في مجلس الشعب و الي قاعدين نشوفو فيها كل يوم من القرن 19 برعاية قنصلية/سفارة فرانسا و إنزاداتلها الامارات.

تونس هذي مافيهاش قانون و لا قيم ولا مبادئ و لا تقدم و لا والو و إنما فيها: إستعمار، إستغلال، نهب، ذل، تبعية، ضعف، مهانة، انتهاك سيادة ، يأس، عار و خوف، خوف من كل شي و لذلك لازمها تموت و تنتهي لأجل تونس الجديدة، تونس القوية، تونس الشابة، تونس الحرة و تونس العظيمة، تونس الحقيقية..

تونس الحقيقية:
تونس الي نحلمو بيها و تونس الي نطمحولها و الي باش تخرج من تحت التراب ، من تحت الرماد ، باش تخرج من الجمرة التونسية المدفونة في الأرض في الحجر في الجبال و الصحراء، تونس الي القانون فيها محترم و الدستور مقدس و الي شعبها يفرض بالقوة إحترام الدولة و الي أجهزة الدولة تطبق القانون موش تعمل قانونها الخاص.

 

تونس الي عندها نظام و قواعد و مبادئ و عندها قيم سامية تودها و توريها ثنية العظمة و المجد الإنساني… هذه تونسنا و دولتنا و هذه أمتنا الي نطمحولها ونحلمو بيها كل يوم و كل لحظة.

Views: 547