حركة الشباب التونسي، أول تنظيم تونسي وقف في وجه المستعمر
حركة الشباب التونسي أو حركة تونس الفتاة، هي أول حركة قومية في تونس خلال فترة الإستعمار، تأسست سنة 1907 لتكون صوت السكان الأصليين ( التوانسه ) في وجه المستعمر الفرنساوي، و الحاملة لقضايا و مطالب الشعب و مشعل الحركة الإصلاحية بتونس خلال القرن 19 الي نشأت مع خير الدين باشا و أحمد بن أبي الضياف و محمد بيرم و غيرهم …
و تكونت الحركة في بدايتها من خريجي المدرسة الصادقية و الكليات الفرنسية، و في مقدمتهم علي باش حامبه و البشير صفر و عبد الجليل الزاوش و خير الله بن مصطفى كيما إلتحق بهم من بعد عبد العزيز الثعالبي .
حملت حركة الشباب التونسي مطالب الشعب، و كانت في مرحلتها الأولى تنتهج سياسة إصلاحية مطالبة بإجبارية التعليم و مجانيته و ضمان تغطية إجتماعية و إرساء نظام تعليمي و قضائي عصري و حياة سياسية تضمن لكافة التوانسسن ممارسة حقوقهم بواسطة تمثيل شعبي منتخب و هياكل دستورية .
كان لقيادات الحركة دور في تأسيس جمعية قدماء الصادقية عام 1905 الي كان نشاطها مستمد من الأهداف الي رسمها مؤسس المدرسة المصلح خير الدين باشا التونسي كما إقترح علي باش حامبه في الخطاب الإفتتاحي الي ألقاه يوم إنعقاد الإجتماع التأسيس للجمعية في 3 ديسمبر 1905 ،و قبلها الجمعية الخلدونية عام 1896 الي كانت ذات طابع تجديدي و الهدف منها إعطاء ثقافة علمية في وسط المتعلمين و خاصة خريجي جامع الزيتونة، و قد ساندة الحركة إضراب طلبة جامع الزيتونة عام 1910 المطالب بتعصير التعليم بالمؤسسة الزيتونية و تحديث المناهج التعليمية و إدراج المواد العلمية كالرياضيات و الكيمياء و اللغات .
كان صدور مجلة ” Le Tunisien – التونسي ” في 7 فيفري 1907 الناطقة بإسم الحركة و المتظمنة لمطالبها حدث رئيسي، ساهم في التعريف بالحركة في الداخل و الخارج و إعلاء صوتها، و كان علي باش حامبه رئيس تحريرها .
و ضلّت جهود الحركة مركزة على تنظيم و توعية التوانسه بشتى الوسائل الدعائية عن طريق الصحافة و الإجتماعات في القهاوي و المنتديات و النوادي الصيفية في ضواحي العاصمة و الإقتراب التدريجي من الجماهير .
إكتسبت حركة الشباب التونسي شعبية واسعة خاصة في العاصمة، و دخلة مرحلة جديدة تتمثل في التصيعد ضد المستعمر الفرنساوي، خاصة بعد أحداث الترامواي و الإضراب الي أطروها قيادات حركة الشباب التونسية و كانت لجنة الإشراف على الإضراب قد أسندت إلى علي باش حامبه من قبل الأهالي .
أثار الإمتداد الشعبي لحركة الشباب التونسية قلق السلطات الإستعمارية الفرنسية، فبدأت بالتضييق على الحركة و قياداتها .
و بلغ الصدام مع السلطات الإستعمارية ذروته في أحداث الجلاز الدامية الي شارك فيها قيادات من الحركة في 7 نوفمبر 1911، كانت نتيجة ملاحقة قيادات الحركة و محاكمتهم و منع صدور جريدة التونسي في مارس 1912 .
قامت السلطات الفرنسية بمحاكمة قيادات الحركة بتهمة التآمر على الأمن الداخلي و نفت البعض منهم إلى خارج تونس، كما أعلنت حالة الطوارئ في البلاد و لم ترفعها إلا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى و تحديدا سنة 1921 .
ما توقفتش عزيمة قيادات الحركة على الوقوف في وجه الإستعمار الفرنساوي، بالعكس أخذ علي باش حامبه موقف راديكالي حاسم من القضية الإستعمارية و أراد المرور إلى مرحلة المقاومة المسلحة، و كان في لجوئه إلى تركيا ( إسطمبول ) محاولة لطلب الدعم المسلح العثماني – الألماني .
و فعلا إستغلّ ضرفية الحرب العالمية الأولى و تقلده مناصب عليا في الدولة العثمانية ، و في شتاء 1917 – 1918 تم وضع خطة حربية تقضي بجمع الأسرى الأفارقة من المعسكرات الألمانية و العثمانية و إرسالهم في غواصات عبر المتوسط بقيادة علي باش حامبه لتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات المستعمرة في ليبيا و جنوب تونس، لكن الخطة بائت بالبشل، نظرا للتدهور السريع للدولة العثمانية و إستسلام ألمانيا و مرض علي باش حامبه … لكن ذكرت معلومات غير مؤكدة عن وصول غواصة ألمانية محملة بالأسلحة إلى خليج قابس إستولى عليها الفرنسيس …
توفى علي باش حامبه بعد فترة قصيرة نسبيا من لجوئه إلى إسطمبول بسبب حمة مفاجأة نهار 29 أكتوبر 1918 عن عمر 42 سنة .
Views: 152