بلِحْسين جراد.. من مناضلي الحركة الوطنية ضد الإستعمار

بلِحْسين جراد.. من مناضلي الحركة الوطنية ضد الإستعمار

ولد المناضل الدستوري و المقاوم بلحسين جراد في المطوية سنة 1911 و هاجر كعدد كبير من أبناء بلدته للعمل بالعاصمة و كان عمره 12 سنة أي سنة 1923 ليستقر بباب الخضراء بحي ترنجة .

درس بالكتاب في المطوية و في تونس كان نما وعيه النقابي و الوطني حيث خالط رموز العمل النقابي و سايرهم أمثال محمد علي الحامي و محمد الصيد و محمد الغنوشي و حضر العديد من اجتماعات جامعة عموم العملة التونسيّة و تعلم الكثير من اقباله على مطالعة الصحف خاصة مثل النديم و جحجوح و لسان الشعب و العصر الجديد و الصواب…

و كان يحضر كذلك اجتماعات الحزب الحر الدستوري بنهج غرنوطة و كان في صف بورقيبة و رفاقه عندما انفصلوا عن الحزب سنة 1934 حيث أصبح حي ترنجة و باب سويقة المعقل الكبير للدستوريين و كان بلحسين جراد من الشباب المتحمس و من عناصر الحركيّة في شعبة المطاوة التي كانت أحد ركائز الحزب الدستوري بالعاصمة.

و عند القاء القبض على قيادة الحزب الدستوري الجديد في سبتمبر 1934 كان بلحسين من جملة الذين نظموا مظاهرة كبيرة تنديدا بالقمع و المطالبة باطلاق سراح الموقوفين كذلك شارك في أحداث 9 أفريال 1938 حيث تحدث عن نفسه انه” لم تكن له مسؤولية سوى التشويش و العمل الحزبي”.

و اثر موجة الاعتقالات التي استهدفت الدستوريين بعد 9 افريل ، كوّن النشطون من الدستوريين الذين لم يشملهم الحبس “لجنة المقاومة” التي كان فيها البشير زرق العيون و الهادي السعيدي و عمر بن حميدة و قامت بعدة اعمال تخريب منها حرق البريد المركزي و كان كشف أمرها و قبض على اطراف من المجموعة و حوكموا باحكام قاسية و التحقت بهم بالبقية التي منها بلحسين جراد في 20 اكتوبر 1941 و كان معه حسين التريكي و سليمان آغا و مفتاح سعد الله و عمار حمودة و حكم عليه ب12 سنة سجنا ليطلق سراحه مع آخرين في 2 ديسمبر 1942.

و باستعادة قوات الحلفاء للبلاد و طرد قوات المحور في ماي 1943 سوف يكون بلحسين دور كبير في نشاط الحزب و خاصة في علاقته مع الزعيم الحبيب بورقيبة ، اذ تكفل بلحسين جراد باخفاء الزعيم في حي ترنجة في ديار ثقات و خاصة في دار المناضلة أم السّعد بنت يحي كذلك بتأمين انتقال بورقيبة لمقابلة القنصل الأمركي بتونس دوليتل و كان ذاك اللقاء في باردو في دار العنابي و قد أنهى التتبع الذي كان الحبيب بورقيبة موضوعه من السلط الفرنسية .

و في سنة 1949 و بعودة بورقيبة من الشرق و نضوج فكرة تحريك القضية الوطنية على ارض حامية بالقيام ببعض أعمال مقاومة مسلحة ضد الاستعمار كوّن بورقيبة بصورة سرية هيئة مقاومة سموها ” الإحدى عشر السّود” و كان بلحسين جراد من أهم عناصرها اضافة لعلاّلة العويتي و الشاذلي قلاّلة من المنستير و حسن بن عبد العزيز من الوردانين و العجيمي بن المبروك من جلاص و محمود زهيوة من منزل تميم و التّومي بن أحمد من شنني و محمد الكواش من رأس الجبل و بوبكر باكير من بنزرت و العيساوي الشكّاي من قابس.
و كان لبلحسين جراد دور كبير كذلك في المعركة التحريرية في الخمسينات كمنسق و عنصر ربط بين المقاومين و بين عناصر الحزب و حتى مع المقاومين الجزائريين.
توفي رحمه الله بتونس في بداية السبعينات.


*الأستاذ عميره عليّه الصغيّر

Views: 37