المفاهيم الأولية للقومية التونسية: شنوة نقصدو بالأمة ؟

– في اغلب تنقلاتنا و انشطتنا الميدانية تجينا أسئلة مثقفة برشا بتع شمعناها قومية تونسية ؟؟؟ علاش قومية مش وطنية؟؟؟ و طبيعي جدا الملاحظات/الانتقادات القديمة بتع تونس عمرها متولي أمة او القومية متتبنا كان على عرق ,لغة او دين . فما زادا ملاحظات هامشية سطحية عاطفية بتع القومية مكروهة توا , وفا عصر القومية .القومية تذكر بالقومية العربية و جمال عبد الناصر مهيش حلوة معناها, القومية مفهوم يفرق و يقسم وقتلي الحزب لازمو يلم و يوحد.

– في اغلب الأنشطة و المنشورات حاولنا التركيز على القضايا الأساسية الملحة كيما السيادة ,حاولنا نوجهولها الراي العام (علقد منجمو) و لنو خيرنا في البداية انو نبعدو على طرح المفاهيم الإشكالية باش مندخلوش في مهاترات فكرية مع القومية العربية ,القومية الإسلامية و الماركسية ,مهاترات تضيع الوقت و تفقد الحماس من الجماهير .

– لكن تبين انو احنا غالطين و انو القضايا الهووية و ضبابية مفاهيم الامة ,القومية و الهوية تاقف حاجز قدام وضوح و انتشار الفكر القومي التونسي . مؤخرا لاحظنا انو فما اختلاف في التصورات و الرؤى حتا بيناتنا و بينات الجمهور المتعاطف مع القومية التونسية .

– صار من الواجب و الأكيد انو المفاهيم الأساسية لازما تتوضح و تتدقق .قضايا الهوية و ماجاورها متفصلتش في العقل التونسي و متحلتش ابدا .لذا فانو لازمنا نوضحو مليح مفهومنا للامة,القومية ,الامة التونسية ,القومية التونسية و الهوية التونسية .

1. الأمة:

1.1 الامة= الجماعة الموحدة المتماثلة :

– الأمة مصطلح/مفهوم قديم علخر (قدم التاريخ الإنساني )من بداية تعارف الجماعات البشرية علبعضها خاصة بالحروب . المفهوم ظهر من ملاحظة الاختلافات بين الجماعات البشرية فالجماعات البشرية كيف تعمل مقارنة بين خصايصها و خصايص الجماعات الأخرى تعمل مفهوم و اين تطلقو علروحها و على الجماعات الأجنبية عليها .

– في القديم , في فجر التاريخ و ما قبل التاريخ أصلا قبل تكون الدول كانت الجماعات البشرية الأولى تتكون من افراد متشابهين او متماثلين في كل شي .عندهم نفس الخصايص الجسدية-الجينية العامة ( لون الشعر ,لون الاعين ,لون البشرة ,البنية وملامح الوجه ),يحكو نفس اللوغة ,يمنو بنفس الارباب و يعيشو بنفس الطريقة او الأسلوب في نواحي الاقتصاد و المجتمع و زيادة على هاذا محكومين بنظام يحدد قوانين العلاقات و يوجه النشاط العام في كل المجالات ابتداء من الصيد للحرب للطقوس الدينية .

– كانت الإنسانية منقسمة لجماعات موحدة سياسيا,اجتماعيا ,اقتصاديا ,فكريا و متماثلة تقريبا جينيا .لغويا .دينيا و تؤمن بنو عندها اصل واحد مشترك او جد واحد اسطوري /خرافي ( سعات يكون حيوان او نبات) .

– الامة الأولى كانت جماعة بشرية موحدة سياسيا ,اقتصاديا .اجتماعيا ,دينيا ,لغويا و متماثلة جينيا حسب التقريب و تظهر من الخارج كقالب واحد متضامنة ,متراصة و متكتلة ضد الأجنبي .

– لذلك كان مفهوم الامة الأول يرتكز على التوحد السياسي –الاجتماعي و التماثل الجيني (الجسدي) و الحضاري ( اللغوي ,الديني,الفني)

– الأمم الأولى او البدائية كانت محكومة جماعيا بنظام حكم الشيوخ او جماعة الحكماء . نظام الحكم هاذا كان مخليها متماسكة و قادرة على الفعل وقت الازمات و قادرة انها تدخل في حروب ضد المنافسين و الأعداء و قادرة أصلا تفرض الانظباط للاعراف و الدين و زادا تفرض التضامن و التعاون . بوجود ناظم الحكم البدائي فانو الأمم البدائية كانت جماعات أي مجموعات منظمة حية فاعلة كوحدات مش ك\رات من الافراد .نظام الحكم البدائي على بساطتو كان ضروري لتحقيق الوحدة السياسية ,الاقتصادية ,الاجتماعية ,اللغوية و الدينية .

– الامة البدائية كانت جماعة منصهرة اجتماعيا وين كل أنواع العلاقات مفتوحة و ممكنة بين جميع الافراد و العايلات . الامة البدائية كانت مجال اختلاط اجتماعي مفتوح بدون أي حواجز او عراقيل وين التجاور( حتا التساكن) ,التزام ,التصادق و التصاهر ممكنين بين الجميع .

– الاختلاط الاجتماعي المفتوح عمل الانصهار و التوحد الاجتماعي الي خلا الأمم البدائية تشابه العايلات الموسعة و خلق التضامن و الروابط العاطفية القوية او التعصب .

– الامة القديمة جدا بتع فجر التاريخ او ما قبل التاريخ .هاته الامة البدائية كانت

– 1. وحدة سياسية تحت نظام حكم عام نابع من داخلها و مخليها مستقلة تماما على الخارج

-2.وحدة اجتماعية متضامنة ,متعاونة و متعصبة ضد الأجانب

-3. جماعة متماثلة جسديا ( عرق كما يقال حاليا) .

-4.جماعة متماثلة لغويا ,دينيا و حضاريا

– الامة البدائية زادا كانت صغيرة الحجم تقريبا كانت قبيلة و ل\ا سهل حكمها بنظام جماعي و سهل علخر بقائها نقية و مميزة من كل النواحي على غيرها من البشر..

2.1 الأمة =مجموعة المتشابهين:

– الامة-القبيلة البدائية تطورت علميا-تقنيا و اقتصاديا وتجاوزت مرحلة الاعتماد على الصيد و جني الثمار لمرحلة الفلاحة و تربية الحيوانات و ظهر الاختصاص المهني و الملكية الخاصة . الامة-القبيلة الي كانت تصطاد جماعيا انقسمت مهنيا والانشطة الفلاحية فرضت عناية بالارض على مدار العام او اغلب العام على الاقل و فرضت زادا وجود مختصين حرفيين يصنعو ادوات العناية بالارض و هاذا فرض تبديل النظام الدفاعي وتخصيص جزء من الامة متفرغ لمهمة الدفاع عليها أي فرض تكوين “الجيش”.

– بطول المدة ومع زيادة التعقيدات، التغيرات الفكرية و الاقتصادية-الاجتماعية الجديدة فرضت بروز “الوظيفة السياسية” لنو نظام الحكم الجماعي او “نظام الشيوخ الحكماء” معادش ينجم يتحكم مليح في الجماعة المعقدة و هكا ظهرت الحاجة للرئاسات المتفرغة للحكم والممتهنة ليه و نشأت “الدولة” .

– من جهة أخرى الحروب فرضت تغيير جذري على الامم البدائية لنها الامم المنتصرة كانت تضم ليها جزء من الامم المنهزمة ك”عبيد” و يحدث برشا مرات اختلاط جنسي معاهم ينتج عليه اضافات جينية جديدة و تفتت “التماثل الجيني –الجسدي” القديم . الحروب زادا فرضت توسعات سياسية للامم المنتصرة الي اخضعت لسلطاتها الامم/القبايل المنهزمت و فرضت عليها الخضوع ليها اوالإبادة أحيانا .

كذلك الامم القوية بدات توسع بشوية بشوية من مجال سيطرتها الي أصبح سريعا مجال سيطرة حضارية دينية و لغوية زادا فالامم المنتصرة فرضت على الخاضعين استعمال لوغتها هيا و اثرت فكريا فيهم و نقلتلهم ديانتها وعاداتها و تقاليدها بشوية بشوية.

– التغيرات الفكرية –الاقتصادية و السياسية فرضت تفتت “الامم/القبايل البدائية” على قرون و آلاف السنين و اهم تغيير هوا بروز الامة/الدولة في بلاصة الامة/القبيلة ( قعدت الامة/القبيلة مستمرة الوجود لحد اللحظة لكنها تخلفت انعزلت و خضعت تماما ل نفوذ الدولة القوية عليها من جميع النواحي ).

– التبادل التجاري فرض الاختلاط الفكري-الحضاري و انتقال العادات ,التقاليد و حتا الديانات من امة لاخرى .

– الامم/الدول القوية كانت تتوسع باستمرار و هكا تقضي على الامم القديمة و تفرض عليهم الانضواء تحتها و التحول لجزء منها و هاكا يعني زيادة تفتيت و تذويب التماثلات الجينية-الحضارية القديمة .

– اللوغات ,الديانات و الثقافات القوية بفعل سموها الفكري او بفعل قوة الامم الي وراها انتشرت و توسعت علخر خارج مجالها الاصلي و امتد تأثيرها لدرجات عالمية . الديانات السماوية بالذات انتشرت بين جمهور معتنقين مختلف جينيا ,لغويا و سياسيا و بعيد علبعضو بآلاف و عشرات الآلاف من الكيلومترات اصلا .

– هاته العوامل الفكري( علمية ,تقنية و قيمية زادا) ,الاقتصادية و خاصة خاصة السياسية-الدينية فتفت التوحد الجيني-الحضاري-الاجتماعي-السياسي القديم و المميز ل”الامة /القبيلة” . فحاليا فما توحد سياسي لجماعات مختفلة جينيا ,لغويا و دينيا .فما توحد ديني لجماعات مختلفة جينيا ,لغويا و سياسي .وزادا فما توحد لغوي لجماعات مختلفة جينيا ,دينيا و سياسيا .

– باستثناء القبايل المنعزلة المتخلفة الي حافظت على تماثلاتها و توحداتها الاجتماعية/السياسية البدائية فانو باقي الامم/القبايل القديمة انتهات و تفتت تماما تحت ظغط توسعات الدول ,الديانات ,الثقافات و الحضارات و هاذا الي فرض بروز مفهوم جديد ل”الأمة”.

– مفهوم الامة الموحدة قديما هوا بيدو تفتت و انقسم و برزت مفاهيم جديدة متعددة على انقاضو . مصطلح الامة الي كان عندو معنى وحيد و عالمي تقريبا تشظى وولات عندو معاني مختلفة حسب الرؤى الفكرية-الدينية-الفلسفية و السياسية الجديدة و المتجددة .

– المفهوم القديم كان فيه زوز عناصر “التماثل الجيني-الحضاري” و “التوحد السياسي-الاجتماعي” و الزوز انفصلو علبعضهم تماما في العالم الجديد و المتغير ( باستثناء الامم/القبايل المنعزلة المتناقصة باستمرار تحت ظغط توسع الدول .الدينات ,الثقافات و الحضارات) و لكن العامل الاكثر بروزا و الظاهر للعيان كان “عنصر التماثل” لنو الصفات الخارجية هيا الابسط و الاسهل للاستيعاب في الوعي . البشر عادة يركزو في عمليات المقارنة مع الاجانب على الصفات الجسدية ,اللغوية و الدينية (الحضارية عموما) اولا و من بعد بعد تمحيص و معاينة ادق وين ينتبهو ل التوحدات السياسية-الاجتماعية ( ينتبهوها عادة الفلاسفة,الرحالة و السياسيين ) .

– عنصر التماثل هوا الي كان اساس المفاهيم الجديدة ل”الأمة” و هكذا وقع التركيز على “المشتركات”/”المميزات” في تحديد “أمة معينة” و برزت اختلافات في تحديد “المشتركات/المميزات” الي تصنع الامة .

– فما شكون يرا انو “العرق” (الصفات الجينية المميزة ) هوا محدد “الأمة” .

– فما شكون يرا انو “اللوغة” هيا محددة “الأمة”

– فما شكون يرا انو “الدين” هوا محدد “الأمة”

– فما شكون يرا انو “التاريخ المشترك” تحت سلطة “دولة قديمة” هوا محدد “الأمة”

– فما شكون يرا انو “النظام الاقتصادي” او “نمط توفير شروط الحياة” (مثال الصيد ,الفلاحة ,التجارة الخ) هوا محدد “الامة”

– فما شكون يرا “الانتماء لمجال جغرافي معين” ( كيما الجزر ,الجبال والصحاري ) هوا محدد “الأمة”.

– المهم انو فما تحديدات مختلفة لمفهوم “الامة” تركز على “التشابهات” او “المشتركات/المميزات الخارجية” السهلة على الملاحظة و الفهم عند الوعي السطحي المباشر .

– لكن وجود هاته “الامم” ليست “جماعات” أي مفماش نظام يوحدها ابدا او نما هيا “مجموعات متشابهة” في اقصى الحدود ممكن يتوفر فيها تضامن عاطفي غريزي كهو و بسهولة تاماة تبدا متنازعة متصادمة في داخلها و متعادية لاقصى حد .

– التشابهات –التشاركات و التميزات الجسدية ,اللغوية و الدينية متعنيش حتا توحد او تماثل فكري ,نفسي ,اقتصادي او سياسي و بالعكس تبرز في وسطها اختلافات جذرية –حيوية و روحية-قيمية لاقصى الحدود احيانا.

3.1 جوهر الامة و المفهوم القومي التونسية للأمة:  

 -القومية التونسية تحدد المفاهيم و الاحكام على أساس القيمة الحقيقية الفعلية في العالم . الجماعة البشرية بالنسبة للقومية التونسية تكتسب قيمتها من حيويتها ,تماسكها ,توحدها و خاصة فعلها التاريخي .

أي فرد أوجماعة او أي كيان بشري تقيمو القومية التونسية بحسب قدراتو الحقيقية على الفعل التاريخي .و على هاذا الأساس تحدد القومية التونسية رؤيتها لمفهوم الأمة .

 القومية التونسية ترا انو الجوهري روحيا و تاريخيا عمرو مكان التشابهات الخارجية السطحية و انما الوحدة الفعلية الي تعلم القدرة على الفعل .المواجهة والتقدم و تحقيق العظمة و المجد الي هوما الغاية العليا للوجود الإنساني و لذا فانو التميز بتع الأمة يكون في فعلها في الطبيعة و في العالم فعلها الي يخلد ذكرها و يعيطها قيمتها التاريخية الي تستحقها .

ولذلك فالرؤية القومية التونسية لمفهوم الأمة تتجاوز التشابه الجماعي (التشارك)السطحي الجيني,اللغوي,الديني و الحضاري و تنفذ للعمق للماهية الحقيقية للأمة البدائية الي كان راكز في الوحدة والتماسك و بالتالي القدرة على الفعل و تحقيق الإرادة العامة و السيطرة على المجال الطبيعي .

القومية التونسية تخزر للأمة كجسد حي حقيقة وكجسد سياسي /اجتماعي موحد مترابط منصهرا، وين فما جهاز عصبي ( الدولة او نظام الحكم الجماعي عند القبيلة ) يربط بين كل مكوناتو و ينجم يوجه حركاتو و يخلق غاية واحدة لكل افرادو .زادا فما اختلاط اجتماعي يخلق التضامن و الامتزاج الجيني الحضاري .

القومية التونسية ترا الأمة جماعة بشرية مستقلة منصهرة/مختلطة اجتماعيا و محكومة بنظام نابع من ذاتها .

بدون نظام الحكم العام او الدولة مستحيل وجود الروابط العضوية الفعلية بين الافراد و العايلات و مستحيل وجود وحدة الفعل و مستحيل وجود قدرة على الفعل التاريخي و بالتالي تتحول الأمة لمجموعة مكونات مشلولة بدون روح أي لكيان وهمي .

بدون وجود الاختلاط الاجتماعي و خاصة الاختلاط التزاوجي يستحيل الانصهار الاجتماعي و تستحيل الوحدة العاطفية-الحضارية و بالتالي يستحيل التماسك و يستحيل التوحد الفكري و التضامن و هكا يفقد الجسد الحي و يستحيل وجود الأمة الحقيقية.

الانقسامات الدينية , المذهبية ,الطايفية , القبلية ,المهنية , الطبقية ,العرقية الي تمنع التزاوج ,التجاور ,التزامل أي تمنع الاحتلاط والانصهار و التمازج في بوتقة وحدة هي عوامل مانعة لوجود الامة حتا لو تعددت عناصر التشابه او التشارك .

الانقسام السياسي او التعرض للاحتلال/الاستعمار الأجنبي او الارتباط العضوي ( المؤسساتي ) بدولة/امة خارجية ينقض وجود الأمة من اساسو.

من الممكن انو الأمة تكون ضعيفة ذليلة تابعة فكريا ,سياسيا,اقتصاديا و عسكريا للخارج لكن من المستحيل انها تكون مربوطة بيه عضويا أي إداريا و مؤسساتيا.

الحالات بتع مجموعات المتشابهين مهما كان نوعية التشابه او تعدد النقاط المشتركة بدون توفر نظام الحكم الموحد والاستقلال و الانصهار /التوحد الاجتماعي مينجموش يكونو أمم و انما على الأكثر ممكن يكون مشاريع أمم .

Hits: 68

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *