الشخصية التونسيــة و المنافســــــــة
المنافسة أساس الحياة،
تعني المنافسة التسابق او التزاحم بين أطراف مختلفة : (أفراد، شركات، أمم،…) حول البقاء أو تحقيق المجد أو تحقيق الربح و في الأساس هي تعني إنو يتحقق المجد أو البقاء أو الربح لذات معينة على حساب طرف أو أطراف أخرى.
كذلك في الطبيعة، الحيوانات تتنافس على الماء و الغذاء، و يتنافسوا الذكور فيها على الإناث في مواسم التزاوج و البشر يتنافسوا على تلبية حاجاتهم الطبيعية.
كذلك في عالم الأعمال تتنافس الشركات على تحقيق أكثر مرابيح و تكبير أسواقهم.
المبدأ الطبيعي هذا يدفع الإنسان للتكيف مع كل الظروف و إيجاد حلول لكل الصعوبات و السمو بالذات و التطور & اذا كان نحللوا التطورات البشرية على ضوء المبدأ هذا سنتحقق بأن هذا المبدأ هو إلي صنع الأمم القوية و العظيمة و فرق بينها و بين الدول/الأمم و الشعوب أو المجتمعات المتخلفة …
تاريخ البشرية بكلو صراعات : أثينا و إسبرطة / اليونان و الفرس / الفراعنة و الهكسوس / روما و كرطاج / الشعوب الجرمانية و روما / البيزنطيين و العرب / الأندلسيين و قشتالة و اراغون / الفرانسيس و السبنيور / الفرنسيس و الانڨليز / الانڨليز و الإسبان / المغول و العباسيين / السلاجقة و البيزنطيين / العثمانيين و الإسبان /// أمم تطلع أمم تطفى و المحرك إلي يدفع الأمم هذي نحو التقدم هو تنافسها القايم على مبدأ بسيط: أنا أو أنت .
في وسط هذا التنافس قوى تطلع و قوى تندحر.. قوى تبتكر و تتكيف مع كل الصعوبات إلي تلقاها و قوى تفشل في هذا و تندحر.. في وسط التنافس هذا فما برشا أمم و مجموعات بشرية إختارت الفرجة و ذابت و تفسخت تماما في وسط دول و أمم اخرى. بينما دول و مجموعات بشرية و أمم لاهبة، شاعلة بش تتطرشق إبداع و إبتكارات و فازات و عفسات و طاقات ..
التاريخ عطانا المواطنين اليونانيين الأوائل إلي دافعوا على مدن/دولهم بتشكيلات الهوبلون ضد المركبات الحربية لمن وصفوهم بالبرابرة و إلي استنبط علمائهم تقنيات الملاحة الأولى و نظر سياسيوهم لأشكال الحكم المتعددة، و إلي معرفتهم مازالت صالحة لحد اليوم ..
التاريخ عطانا المدنية الرومانية إلي نظمت و هيكلت المجال المتاح أمامها و نجحت عسكريا في دحر كل أنماط و أشكال التنظم السياسي و الإجتماعي القائم و فرضت هيمنتها أو رومنتها لين نفس القبائل الجرمانية إنتفضت عليها و طورت من تقنياتها و طورت من طرق تنظمها و تقنياتها العسكرية خاصة و قدمت على حساب المجال الروماني الكبير و على حساب النظام العسكري الروماني إلي أثبت أنها ما تطورش بما يكفي …
التاريخ عطانا الفايكينڨ الاسكنديناف إلي ضاقت عليهم الموارد في بلدانهم فخرجوا منها و قلبو أوروبا رأسا عل عقب بوحشيتهم القتالية و تقنياتهم البحرية و معرفتهم بحركات المد و الجزرو يعتبر ظهورهم على الساحة العالمية سببا في تكون أغلب الممالك و القوميات و الدول الأوروبية كيفما نعرفوها الآن ..
التاريخ عطانا الفرسان النبلاء الفرنسيس إلي كانوا نِتاج نظام إجتماعي و سياسي لبلادهم و إلي عجزوا في حروبهم ضد الانڨليز رغم تجهيزهم الكبير و تدريعهم أمام مجموعة صغيرة من رماة السهام الانڨليز إلي أثبتوا طيلة 83 سنة تفوقهم على الفرنسيس.. الرماة الإنڨليز إلي كانو هوما رمز السيطرة الانڨليزية في اوروبا و في فرنسا خاصة سرعان ما حطمتهم تقنيات جديدة في حرب المائة العام أي تقنيات المدفعية …
التاريخ عطا إسبانيا المركانتيلية إلي سيطرت على ذهب أمريكا اللاتينيــة و منافستها إنڨلترا الي بعد ما كانت متخلفة عليها فإنها طورت في تجارتها البحرية و أصبحت دولة عتيدة هزمت إسبانيا عسكريا و إقتصاديا و تفوقت عليها تفوق تام ..
إنڨلترا الغنية و القوية شهدت أول ثورة صناعية معاصرة و ولات الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس إلا أن قوة جديدة و شابة نجحت في خلال قرنين من الزمان إنها تتحول من مجموعة مستعمرات تابعة للتاج البريطاني لأمة جديدة إسمها أمريكية تهزم بريطانيا و عسكريا و تستقل عليها و تتحول لأكبر قوة في العالم … قوة محركها الأساسي التنافس و الإبداع و تذليل الصعاب ..
العالم شهد ثورات إتصالية في غالبها كانت أمريكية : شهد العالم ظهور شركات اتصالية متعددة و مشاريع متعددة العملاق (إي بي إم ــ نتسكايب ــ موزيلا ــ غوغل ــ ٱبل …) و كل مرة تصير عمليات دمج و شرائات و تنقرض حاجات و تظهر شركات لتلبية حاجات جديدة & المبدأ الثابت الوحيد هو ذراعك يا علاف .. خلي الطاقات تنفجر و خلي السير الطبيعي للعالم يحدد الأجدر و الأكفئ و الأحق بالتفوق و النجاح..
المنــــــــافســـــة و الشخصية التونسية الجامعة:
للأسف الشديد فإنو هذا “المبدأ الطبيعي” إلي راكز عليه التقدم و التطور الحيوي مغيب تماما على الذهنية التونسية (الجامعة) ف:
إقتصادنا بسيط جدا، مغلق جدا، خانق جدا : كل المشرفين على قطاع الإقتصاد يسعون لخنق القطاع و تسكيره و توريثه و إغلاقه أمام المنافسة و بالتالي سيعم الفساد الإقتصاد التونسي و سيفقد نجاعته و إنتاجيته كونه لا يحترم مبدأ طبيعي يسير عليه العالم.
رياضتنا تافهة جدا، مغلقة جدا، مملة جدا : كل جمعياتنا الرياضية تتناحر في سبيل الألقاب المحلية و لكنها صفر كبير في إفريقيا و في العالم موش معقول في كرة القدم التونسية إنك تشوف ظاهرة كيف “ليستر سيتي” في إنڨلترا .. صعيب إنك تلقا جمعية تعمل كيف “شيكاڨو كابس” في الباسبول في امريكا إلي بقات من عام 1908 لعام 2016 ما هزتشي السيري مونديال و رغم هذا تكافح و تناضل و تصنع من العجز قوة و تتخطى العائق النفسي هذا بش تولي بطلة … رياضتنا حكر على 10 أسماء بالحساب خنقوها و خنقوا التنافس إلي فيها و عباو بالوسخ و قتلو فيها كل منافسة طبيعية …
ثقافتنا ضحلة جدا، مملة جدا، متخلفة جدا : إنتاجنا الأدبي، المسرحي و السينمائي خطفته وزارة الثقافة و دجنته و ربطته برضا المسؤولين و الممولين .. ثقافتنا صارت معلبة جاهزة تافهة سطحية و محكومة من قبل وزارة متسلطة و من قبل لوبيات متواجدة وسطها … صارت الثقافة حكرا على “نمط” معين و توجه معين و أشخاص معدودين هوما مثقفي البلاد و نخبتها أو بالأحرى نكبتها و مناسبة أيام كرطاج السينمائية وضحت للرأي العام إنحطاط هذه النخبة إلي تمثل الثقافة المعلبة المدجنة و المنبتة … في العصر الأموي شهدت الثقافة العربية سجالات أدبية كبيرة جرير و الفرزدق و الأخطل أثرت الثقافة و رفعت من الذوق و صاغت اللغة و سمت بها .. تنافس الثلاثي الروسي دستوفيسكي و تولستوي و تورجينف هو إلي صنع عظمة الأدب الروسي رغم إلي منافستهم ما كانتشي منافسة دموية أو مباشرة و لكن أدبهم فيه برشا صراعات و فيه برشا فلسفة تهز المتابعين ليه و لحد الآن السجال في روسيا حول الاعظم ما بيناتهم… السجال و التنافس بين “فاجنر” و “براهمس” في الموسيقى الكلاسيكية هو تنافس بين مدرستين كبار و أثرى الموسيقى الكلاسيكية …
الأهم من هذا سياستنا و سياسيينا و مشهدنا السياسي و الحزبي بكلو ، هو مشهد متاع “مساسية” و إستجداء في مسرحية رديئة لا وجود فيها لرسالة و لا لمواقف و لا وجود لبرامج و لو وجود لثوابت و لا وجود لمبادئ .. إختطف جيل مسن الساحة السياسية و حددها و حازها و إمتلكها و هاهو يورثها لمجموعة أتباع و مريدين و أقارب و حاشية يلكِلكُو في نفس الديسك : إعتدال، وسطية، توافق، مديونية، رعاية، سياحة، حداثة … بدون اي إجتهاد أو بحث & بدون ايجاد منافسة حقيقية و بدون وجود فعل حقيقي و بدون وجود جيل جديد و فكر جديد.
كل هذا الواقع سينتج شخصية غير سوية، شخصية خوافة، شخصية منطوية، شخصية رجعية، شخصية تقدس المظاهر و القشور، شخصية مازوخية، شخصية رخوة و مائعة، أي العيوب التي تعاني منها الشخصية التونسية و إلي الناس الكل في بالي واعية بيها و تسب فيها و لكن ما الحل لمداواة هذه العيوب ؟
الحل هنا ساهل برشا :
لابد من إستفزاز هذا الوعي التونسي و تحفيزه، لازمنا نخليو التونسي يرفض الوضع الي هو فيه و يحللوا و يصنع تصور جديد لحياتو و ينافس المنظومة السائدة و يلقا الحلول بش يتغلب عليها .. لازم التونسي يعي إنو قادر على نحت مستقبل جديد مغاير للصورة الرديئة إلي يرا فيها توا …
لابد من تحليل الواقع و تعريته … لابد من الفعل في هذا الواقع و التأثير عليه … لازمنا نقراو و نفهموا و نعرفوا و اناقشو و نحكيو و ننقدوا كل المسلمات الي موجودين فيها .. لازم يتخلق عندنا رغبة في قهر كل المعوقات إلي تتحط قدامنا …… تلك هي الطريق أيها التونسي فإتبعه و دع الموتى يدفنون موتاهم ..
Views: 197