الدولة البانوبتية.. الجمهورية التونسية الفاسدة
“البانوبتيكون” هو مصطلح طوره المنظر الإنڨليزي “جيريمي بنثام” و هو تصميم لمنشئة سجنية يمكن فيها لمراقب/سجان واحد أن يراقب جميع السجناء … و المصطلح هذا منذ ظهوره في القرن 18 تم بحثه و تطويره و تحليله و تولدت منو روايات الديستوبية و نزعات أدبية ( مثل رواية 1984 لجورج اورويل ) إلخ …
الجمهورية التونسية منذ 1956 تنجم تكون التجسد الحقيقي للبانوبتيكون:
1. كل منظمة تونسية كانت جزأ من الحزب و الحكومة و الإدارة .. منذ المؤتمر الرابع للاوتيكا عام 1955 ساندت منظمة الأعراف متاع الصناعة و التجارة و اللبيرالية الاقتصادية و المبادرة الفردية و البروجوازية و الفازات .. ساندت كل برامج و اهداف المؤتمرات متاع الحزب بما في ذلك إقرار سياسة التعاضد إلي تتناقض مع مصالح “الأعراف” الخواص !! نفس الشيئ ينطبق على منظمات كيف اتحاد الشغل و الجمعيات الرياضية و الشبابية و غيرها ….
2. الجمهورية التونسية الأولى بعد الإستقلال وحلت في مشروع “تحديث إجتماعي” ما تجددش لا على مستوى القيم و المبادئ و لا على مستوى الخطاب وكان هدف واضعى مشروع الجمهورية هو تحسين الآداء الاقتصادي و إستراتيجيتها الوحيدة هي ضمان الاستقرار !!
فكون المشروع الجماعي للجمهورية هو تحسين الآداء الاقتصادي ما يعنيش ان فرص النمو الاقتصادي متاحة للتوانسة كلهم حسب مقياس كفاءة أو نجاعة أو ذكاء بل حسب مقياس “الزبونية” و الجماعة و متاعنا و ابناء الشعب او ابناء الإدارة …
الرعيل الأول لأكبر رجال الأعمال التونسيين كان سليل الادارة التونسية مثال عبد الوهاب بن عياد (وزارة الفلاحة) احمد عبد الكافي ( والي سيدي بوزيد ثم وزير) منصف الماطري (ضابط في وزارة الدفاع) محمد فاضل خليل (سفير و رئيس مدير عام شركة فسفاط ڨفصة) (لمزيد من المعلومات فما دراسة لخليفة شاطر إسمها [ Les élites du pouvoir et de l’argent : le cas de la Tunisie aux XIXe-XXe siècles ])
3. كون مقياس اتاحة الفرص الاقتصادية هو مقياس زبوني فإن بنية الدولة ولات تخدم على أساس العصبيات الجهوية والتكتّلات الفئوية (الكوربوراتيست) وين يسعى فيها موظفوا الدولة الي تكاثروا لضمان اقصى ما يمكن من امتيازات و ولا سجن الوظيفة العمومية هو حلم كل شاب و كل فتاة .. بالطبيعة سجن البانوبتيكون هذا بش يزيد يرسخ نظريا مراقبة الدولة ع المجمتع و تدخلها فيها .. و بش يقتل نظريا المجتمع …
في وسط ها النظام هذا مايمكلناش الحديث عن برشا مفاهيم أبدعها العقل الغربي و أهم هذه المفاهيم هو مفهوم الطبقات و بالتحديد المفهوم المحبب لقلب التونسي مفهوم الطبقة الوسطى … فوجود تنظيمات نقابية في تونس ما يعنيش وجود طبقة عمالية حقيقية في بلادنا التي زدم عليها التصنيع و الرأس مال و هي مازالت في سباتها و تقليديتها و رغم هذا بقات البنيات التقليدية للمجتمع و للاقتصاد قايمة و تعايشت مع التشكيلات الاقتصادية و الإجتماعية المعاصرة…
و نفس الشي وجود تنظيمات للاعراف في تونس ما يعنيش وجود بورجوازية تونسية ع المثال الاوروبي … أصلا واقع الحرفيين و صغار التجار و العمال و الموظفين قريب برشا لبعضو سواء في سنوات الاستقلال الاولى أو وقتنا الحالي …
عطرية في حومة شعبية متوسطة تمكن صاحبها من دخل شهري صافي في حدود 800 دينار بعد اربعة سنوات من حلان المحل أي تقريبا شهرية عامل في قطاع الكوابل او في مخزن مواد بناء بنفس عدد سنوات العمل او حتى قهواجي يعمر الشيشة في بعض قاعات الشاي … [نحكي على حومتي] .. و هالفئات المهنية ما ترتقيش لكونها طبقة مكتملة التكوين و النمو و خاصة الوعي..
الطبقة السياسية التونسية قاعدة تنتجلنا أو تعاود تنتجلنا في نظريات و ممارسات سياسية متاع كشطة و اربط من قبيل :
1. وثيقتا كرطاج 1 و كرطاج 2 الفوق دستوريتين.
2. رئيس جمهورية يخرج للرأي العام في وسيلة إعلام تتعلق بها شبهات فساد كبيرة و يوصل للرأي العام رسالة مضمونها “إما إبني و النداء أو يوسف الشاهد”.
3. الوزير المكلّف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان … وزارة زايدة تماما تماما و رغم هذا تتكلف ع المجموعة الوطنية ب 3،5 مليار …. السيد الوزير في الوزارة الزيادة يحكي على حتمية الإصلاحات !! من اوكد الإصلاحات سيدي الوزير السابق هو إلغاء هذه الوزارة و مثيلاتها.
4. من اول يوم قريت فيه انڨليزية في الليسي فما محور كامل بعنوان الإنحباس الحراري نحاولوا فيه التعبير عن مخاطر التلوث و الازمات المرتبطة بالانحباس الحراري من شح مياه و تصحر و درجات حرارة و حرائق … و لكن رغم هذا ديما السادة مديري الصوناد و الستاغ او رؤساء إدارات الغابات “متفاجئين” من موجات الحرارة الاستثنائية و من قطع المياه عن مناطق معينة لوجود طلب إستثنائي و عن حريق لوجود حرارة إستثنائية …. إستثناء يطول في الزمن و يتمدد إلى ما شاء الله و قاعدة غياب الكفاءة و إستبلاه الشعب تزيد تتأكد يوم ورا يوم …
5. عشرات التقارير و الاشاعات حول إختلاسات و سوء تصرف أبطاله وزراء و نافذين في الحكومة التونسية المظنون فيهم قامو بعملية تكرار/نسخ لتصرفات سابقيهم وقت بن علي و جميع الهيئات و المنظمات و التقارير ترمات في اقرب بوبال …. اكثرشي من رئيس الدولة يحضر في قناة وراها شبهات فساد كبيرة !!
** المطلوب ؟
جمهورية البانوبتيكون التونسية ستظل باركة علينا و ماهيش بش تزول وحدها … من واجبنا التنظم و التحرر من ها الحبس و السعي لبناء جمهورية قوية و فاعلة و محترمة : تحترمنا كمواطنين و تحترم روحها كجهاز موجود لخدمة صلاحنا العام موش خدمة ولد الرئيس و ولد الحزب و نسيب فلان و صهر علان … هذا هو واجب المواطن من نهار ظهرت المواطنة في مدن دول اليونان …
Views: 0