التضحية و الإستشهاد لأجل السيادة التونسية

التضحية و الإستشهاد لأجل السيادة التونسية

 

كيفاش الأمة التونسية القليلة العدد و المتخلفة جدا كيفاش تنجم تفرض سيادتها قدام تهديدات القوى الأجنبية سواء الاقتصادية أو العسكرية ؟

– السؤال الأساسي المطروح هو كيف للأمة رغم ضعفها المادي إنها تعيش قيمها العليا المقدسة و على رأسهم “السيادة” ؟
لأجل الإجابة على هذا السؤال تتطرح السؤال الأول حول شرط المحافظة على “القيم العليا” أو شرط القدرة على الحياة وفقا للقيم التي نؤمنوا بيها.

الحياة وفقا للقيم التي نؤمن بيها. هي حياة حرة نختاروها و حياة مقررة ذاتيا و لذا فإنها حياة في مواجهة مع العالم الخارجي أولا و في مواجهة مع “الضعف العقلي” ثانيا.

– الحياة التي نريد شنوة الي يخلينا متمكنين منها أو الأصح شنوة الي يخلينا الأقرب لعيشها شنوة الي يعطينا أفضل الفرص لعيشها ؟

– الحياة التي نريد هي معركة هي حرب هي مواجهة هي تحدي هي مغامرة بكل ما تعنيه من مخاطرة، لأجل الحياة الحرة لأجل السيادة على قراراتنا لأجل تحقيق قيمنا وتحقيق إرادتنا و تحقيق ذواتنا فإنو بش نخاطرو أي بش نحطو حاجات نملكوهم مقابل إختيارات نقومو بيها و ممكن نخسرو.

– في إطار سعينا لتحقيق ذواتنا ممكن نخسرو أملاك وممكن نتوجعو علخر. العالم الخارجي يخدم لأحل السيطرة علينا و هزمنا بش يوجعنا و يوجعنا لأبعد حد باش نندمو على إختياراتنا و ننقادو ليه و لهنا يجي قدامنا إختبار جديد.

– قدام الألم و المعانات و العذاب الي ممكن ياسر تتسبب فيه إختياراتنا الحرة يجي لبالنا “الندم” تجينا أفكار إنهزامية و تجينا شهوة الراحة و الرغبة في الطمأنينة و تجي لبالنا أفكار “فك علينا، يزينا، نعيشو كيف الناس، الشي هذا مش متاعنا، مانجموش، مايخلوناش”. و لهنا يتطرح قدامنا التخلي على “القيم و الطموحات و الأحلام و المشاريع الكبرى” .

لهنا يتطرح قدامنا التخلي على الإرادة، أي يتطرح قدامنا التخلي على ذواتنا و التحول مثل الآخرين “المنقادين، المستسلمين، العاديين، الضعفاء”.

– قدام هذا الإختيار المصيري فإن تحقيق ذواتنا يتطلب تحمل المعانات لأقصى الحدود أي أن تحقيق الذات الكاملة يتطلب التضحية ب: الراحة، اللذة، الطمأنينة، الصحة،الفلوس، الأملاك، العلاقات و ممكن كل أنواع الروابط العزيزة على القلب.

تحقيق الذات يتطلب التضحيات لأن العالم سيحاربنا بأقصى قواه أولا و لأنو تحقيق الذات هو أرفع الطموحات الروحية و لذا فإنو أصعبها على الإطلاق.

– مدى نجاحنا في تحقيق إرادتنا هو في الحقيقة مدى إستعدادنا لتقديم التضحيات هو المحدد الأول الأصلي لإمكانيات نجاحنا في الحياة. النجاح الي نحبو عليه مش الي محددهولنا العالم الخارجي.

– كل الأحلام و الطموحات العظيمة ترافقت بتضحيات عملاقة كبرى و بكل شي. عظماء التاريخ ضحُو بكل شي و تحملو كل أنواع الصعوبات و العذابات لأجل تحقيق ذواتهم. و على قدر تضحياتهم على قدر رفعتهم و سموهم و عظمتهم.

– التضحيات توصل للقمة في التضحية بالحياة بيدها أي الإستشهاد الي يعني “الموت لأجل تحقيق الذات” أي يعني أن الإنسان يكسب لحياتو معنى عملاق عبر التضحية بيها لأجل الإيمان و القيم و الإرادة أي لأجل تحقيق مشروع حياتو.

– لذا فإنو الشرط الحقيقي لتحقيق الإرادة هو الإستعداد للموت لأجلها و الشرط الحقيقي لتحقيق غاية الحياة هو الإستعداد للإستشهاد.
الإستشهاد هو المخاطرة الواعية الإرادية بالحياة لأجل تحقيق الإرادة الحرة و هذا قمة السمو الروحي و القوة العقلية.

– نجي تويكا لتونس الحالية بكل الضعف و الفقر المادي الي تعاني فيهم.

يقول القايل هل ممكن لتونس أن تقاوم أو تاقف قدام التهديدات و الظغوط الأجنبية؟
هل ممكن لتونس هذا البلد الصغير، قليل السكان، الفقير الموارد الطبيعية، شبه منعدم لثروات باطنية و الضعيف عسكريا لأبعد حد أن يكون سيد، حر، شريف، محترم و طموح؟
هل ممكن هذا ؟

هل ممكن نواجهو “المقاطعة الإقتصادية، التجويع، طرد المهاجرين التوانسة أو الحرب بما فيها الحرب النووية؟
هل ممكن نواجهو هذه التهديدات لأجل السيادة التونسية ؟

– قدام هذا السؤال تكون إجابت التيارات السياسية التونسية عموما ب “لا” و إجابة الحكومات التونسية بعد حرب بنزرت (آخر تضحية قومية عظمى) ب“لا” و عموما الوعي التونسي الحالي السائد يجيب ب“لا”.

– قدام هذا السؤال تجيب #القومية_التونسية ب “نعم” إيه ممكن لتونس بكل عيوبها و بأعظم عيوبها المادية إنها تواجه كل هذه التهديدات و تاقف و تعيش لحظتها تعيش ذاتها و ترسم خط تاريخها بشرط أولي وحيد.
القومية التونسية تقول ممكن و ممكن علخر إذا كانت تونس مستعدة للإستشهاد لأجل تحقق إرادتها.

إيه نعم هذه هي الحقيقة و بكل صراحة: إستعدادنا للإستشهاد لأجل “السيادة التونسية” هو الشرط و الضمانة الوحيدة لتحقيقها و من غيرو مستحيل نكونو سادة أحرار و أشراف في العالم.

إذا لم تكن الأمة التونسية مستعدة للموت لأجل السيادة و مستعدة لكل أنواع المآسي أو العذابات لأجل قيمها و إذا ماكانتش مستعدة لهذا فإنها لا تستحق الحياة أولا و مستحيل تحقق معنى عملاق كيما السيادة ثانيا .

– هذا الكلام يظهر جنوني أو مثالي و ممكن شعاراتي علخر بالنسبة للعقل التونسي الحالي. هذا العقل الي كونتو التيارات المؤمنة بالعجز التونسي و الي ساهمت لأبعد حد في الحط من الطموح التونسي و في تحويل الإنسان التونسي لإنسان جيعان بكلو شهوات و إنسان كركار فرايجي نبار و ضعيف.
العقل التونسي الحالي بقضاياه المنحطة الإجتماعية و الجنسية و الدينية ماينجمش يسمو فوق الكرش و الحزام ولذا بش يرا الكلام هذا مثالي شعاراتي متطرف مجنون و ممكن يضحك عليه.

– العقل التونسي الحالي يرفض الإيمان و لذا تلقاه فاقد تماما لمعنى الحياة و هذا الي يعمل قلق الشباب الي “يحتقر” تونس و يلوج على قضايا عملاقة يندفع لنصرتها و الإستشهاد في سبيلها (فلسطين، العراق، أفغانستان، البوسنة، سوريا، الصومال، إيران،…).
العقل التونسي الحالي يرفض الرفعة و السمو و آفاقو محدودة علخر، لذا فإنو يرفض التضحية و الإستشهاد و هكا إنجمو نلقو تفسير منطقي للفشل التونسي الغالب في كل المجالات تقريبا.

القومية التونسية تدعو لإسترجاع الروح التونسية القديمة الروح الإستشهادية الي حاربنا بيها “فرانسا” وواجهناها في بنزرت. أحنا بالعصي و أسلحة مصددة و هي تقصف بالقنابل الحارقة ورغم هذا خرجناها من بنزرت.

– و من بنزرت 1961 ترخفت تونس وولات تلوج على الراحة و الشيخة و مجرد العيش. و ضيعت القيم وضيعت الإيمان و ضيعت الطوحات و إنتهى الإستشهاد. و هكا تقريبا ضاع الإستقلال و رجعت التبعية وولينا مجرد متسولين بلا كرامة و بلا عزة وبلا قيمة.

– القومية التونسية تدعو للنهضة تدعو للإستيقاض و تدعو للثورة و تدعو للحركة و تدعو للتضحية و تدعو للإستشهاد العام، و إذا لزم لأجل السيادة التونسية الي من غيرها مانستحقوش الحياة أصلا.

 

فإمــا حيــاة تســر الصــديق, وإمــا ممــات يغيــظ العــدى.” كما قال الشاعر.

 

تحيا الأمة التونسية
تحيا الروح التونسة الحرة
تحيا السيادة التونسية

 
 
 
 

Visits: 206