البشير صفر (1865-1917) لقب ب”أبي النهضة التونسية”

ينتمي البشير صفر إلى الرّعيل الأول من حركة الشباب التونسي، فقد عاصر في مطلع شبابه تجربة خير الدين باشا الإصلاحية، فكان من الأوائل الذين إلتحقوا بالمدرسة الصادقية إبّان تأسيسها، ثم واكب التجارب الإصلاحية الوطنية الأولى منذ تأسيس جريدة الحاضرة (1881) حتى صدور جريدة التونسي، فكان حلقة الوصل بين جيل المُصلحين المُخضرمين ممّن شهدوا بداية الإستعمار الفرنسي بتونس و المُصلحين المحدثين الذين إنخرطوا في الحياة العامة مع بداية القرن.
وُلد البشير صفر في 27 جانفي 1865 بمدينة تونس، و زاول تعليمه بالمدرسة الصادقية، و بعد تخرّجه سافر إلى فرنسا على نفقة المعهد ضمن بعثة طلاّبية تونسية، فإنتسب إلى معهد (سان لويس) بباريس لإتمام دراسته الثانوية و الإعداد لدخول الجامعة، و بعد أن قضى قرابة السنة بالعاصمة الفرنسية أعلمته الإدارة بأنها ألغت المنحة المرصودة للبعثة الطلابية فإضطرّ إلى الإنقطاع عن الدراسة و الرجوع إلى تونس .
بدأ البشير صفر حياته المهنية موظّفاً بالإدارة التونسية، و كُلّف إلى جانب ذلك بالتدريس بالفرع الإبتدائي للمدرسة الصادقية ثم دُعي للإشراف على قسم الحسابات التابع للحكومة .
و قد ظهر إهتمامه بمواصلة جهود المُصلحين الأوائل بصفة مبكّرة، و تجسّمت جهوده في سبيل ذلك في المساهمة في تأسيس جريدة الحاضرة التي كانت أول الصحف التونسية الغير رسمية التي تصدر بتونس، و قد واضب على مدها بمقالاته و دراساته في المسائل الإجتماعية و السياسية طيلة عقدين .
و لمّا تأسست الخلدونية سنة 1896 ببادرة من بعض العناصر المثقفة يتقدمهم البشير صفر أصبح هذا الأخير من أبرز مُدرّسيها و كانت مُحاضراته تتناول موضوعات مختارة من التراث و التاريخ و الجغرافيا .
و لم تمنع قيود التوظيف البشير صفر من الإصداع برأيه في تجاوزات نظام الحماية بأسلوب دقيق و مُتزن، إذ كان له السّبق في إلقاء أول خطاب عمومي أمام المقيم العام الفرنسي (ستيفان بيشون) بمناسبة تدشين تكيّة العجّز، تناول فيها المشاكل التي تعوق النهوض بالتونسيين .
عُييّن البشير صفر سنة 1908 قايداً على سوسة و بقي في هذه الخطّة حتى وفاته في أفريل 1917
Views: 43