إمتيازات رأس المال الأوروبي في تونس قبل الإستعمار

إمتيازات رأس المال الأوروبي في تونس قبل الإستعمار

_ عام 1878، في مؤتمر برلين جمع الدول الأوروبية الكبيرة، يتلفت المستشار الألماني “بيسمرك” لسفير فرنسا ?? ويقولو:«إني أعتقد بأنّ الإجّاصة التّونسية?? قد نضجت وآن لكم أن تقطفوها».

فكيفاش طابت هالإجّاصة ?؟ بش يقطفوها الفرانسيس عام 1881..

وهذي قصتها بدات قبل 50عام من الإستعمار.. (المقالة طويلة لكن فيها عبرة ودرس كبير وتشبه لوضعنا في تونس اليوم)

تقريبا من بعد موت حمودة باشا عام 1814 بدات موازين القوى العسكرية والاقتصادية في البحر المتوسط تتبدل لصالح الأوروبيين وهنا فرانسا لقات فرصة لإستغلال الضعف التونسي لتحقيق مشروعها الإستعماري بالسيطرة على إقتصاد البلاد وإغراقها في القروضات..

في 50عام قبل الإستعمار بدات الدول الأوروبية(فرانسا، إيطاليا، انڨلترا،.. ) تفرض شروط تبادل تجاري لمصلحتها ومصالح رعاياها الموجودين بتونس..

وأحيانا بالتهديد العسكري كيف ماصار مع فرض “قانون عهد الأمان” ببارجة حربية فرنسية ضد ميناء حلق الوادي. اضافة الى قيام الباي بتبذير الميزانية في مشاريع مكلفة علخر خاصة في المجال العسكري والاقتصادي تطلبت استخدام خبراء و رؤوس أموال أجنبية مما شجع الاوروبين اكثر على التنافس في استغلال البلاد، وكانت الغلبة للفرانسيس..

اذ تحصلت فرنسا على توقيع الباي على اهم معاهدتين سنة 1830 و 1871 الي بيها تم سحب الامتيازات التي تحصلت عليها باقي الدول الاوروبية لصالح فرنسا ورعاياها..

حتى أصبحت فرنسا تسيطر على التجارة التونسية في المواد الاساسية كزيوت الساحل وتمور الجريد و الأصواف والجلود بينما تورد الى تونس سلع كمالية كالحلي والعطور و المنتوجات الحريرية والسكر والقهوة والتوابل والخمور..

? وهذي أهم الإمتيازات الاقتصادية الي تحصلو عليها الأوروبيين :

1️⃣ إمتياز للفرانسيس في إستغلال منجم الرصاص بحمام الانف سنة 1828 مقابل حفنة فلوس وهوما عبو كيف ما يحبو.

2️⃣ كيف كيف امتياز صيد المرجان بالسواحل التونسية خذوه الفرانسيس سنة 1832.

3️⃣ مشروع نقل ماء زغوان للعاصمة خذوه الفرانسيس عام 1859 بإلحاح من القنصل الفرنسي ليون روش رغم معاضة وزراء الباي. المشروع هذا ماكانش ضروري ومافيهوش فائدة اقتصادية وقتها وعمليا من بعد تلزو يجبرو السكان على شراء ماء المشروع باسعار غالية لتغطية كلفة إنشاء وصيانة المشروع الي قدرها بيرم الخامس ب12مليون فرنك منها 7ملاين فرنك خذاها مهندس فرنسي بينما كانت الإيالة قد اقترضت الفلوس هذي من نسيم شمامة بأنتيريس كبير اضافة الى تكفل تونس بدفع ثمن الأنابيب.

طبعا بسبب الكلفة المرتفعة للمشروع جعلت الخزندار يفرض ضرائب جديدة ويلجأ للاقتراض الخارجي الي وصلت بعد 4سنوات قيمته الى 28مليون فرنك (أكثر من ميزانية البلاد وقتها)

4️⃣ مشروع التليغراف (مراسلات بريدية)تم مد أول خط سنة 1857 ثم تم تمديده نحو أوروبا و الجزائر ثم نحو بنزرت وصفاقس والكاف.. وقد بينت الأزمة الاقتصادية المتواصلة وثورة المجبى أن التيليغراف لم يكن لخدمة البلاد والاقتصاد التونسي بل كان المستفيدين من المشروع هم الأوروبيون سواء من دفعو أو المشتغلين به والشركات التي تقف ورائه…. مشروع تكفلت بيه الإيالة التونسية بش يتواصلو بيه الأوروبيين في الغالب ويربحو من الاستثمار فيه.

5️⃣ مشروع السكة الحديدية:هذا تنافسو عليه فرانسيس وانجليز والطلاين،و تحصل الانجليز على امتياز خط تونس حلق الوادي وضمنت ايطاليا القروض كما ضمنت فرنسا قروض انجاز خطوط من تونس نحو طبربة و جندوبة والكاف ثم الجزائر بطول 220كلم سنة 1876.

وقتها الباي إقنعوه انو المردود المالي من السكك الحديدية بش يعاون البلاد على توفير مداخيل لتسديد الديون المتراكمة ولتسهيل نقل الموارد المنجمية المكتشفة حديثا ولي يستغلو فيها فرانسيس.. لكن كيف باقي المشاريع الإختلاس والتحيل ما يخليش فرصة لتوفير مداخيل لخلاص القروضات الي تخدمت بيهم المشاريع.

✅ كل هذه المشاريع و اضافة لفشل مشروع احمد باي في تحديث الجيش المكلف جدا وتم الاستغناء عليه من بعد مع التبذير كيف بناء قصر المحمدية وشراء زوز سفن بخارية بقات مطيشة في ميناء حلق الوادي لين كلاها الصديد وفضيحة بناء ميناء غار الملح الي طلع صغير وما ينجمش يستوعب سفن حربية!!

هذا الكل بالقروضات والضرائب الجديدة، طبعا إضافة للفساد المالي وإختلاسات الوزراء وسوء التسيير والضغوط الأوروبية جعلت بنوكهم تتوغل اكثر وتغرق البلاد بقروض لإنجاز مشاريع استفادت منها الشركات الاوروبية وخاصة الفرنسية حتى أفلست البلاد..

Views: 200