إرادة القوة التونسية: كيفاش تصنع قوة الأمة؟
يرجعلي ديما السؤال الثوري التقدمي شنوة الي يصنع قوة الأمم ؟؟؟
هذا يذكرني بإبن خلدون و سؤال حول عوامل قيام و إنهيار الدول و خير الدين التونسي و سؤال عوامل تقدم الدول.
إبن خلدون لاحظ الدور القبلي في التاريخ العربي الأمازيغية و سماه العصبية. خير الدين لاحظ قيمة القوانين كيما سماها التنظيمات. لكن حسب رأيي البسيط هذا مايكفيش ابدا و مش الأساسي أصلا.
نرى أن مسألة القوة القومية بكل أنواعها السياسية، العسكرية، الاقتصادية، العلمية، التقنية و حتى الفنية /الدينية كان جاز التعبير. أي كان نحبو نلخصو انو القوة السياسية/الثقافية لأي أمة أنا نراها مرتبطة أساساً و ضرورة ب :
? 1. أولاً و دائما بالإرادة:
الإرادة بكل ما تعنيه من علو الهمة، الطموحات العظيمة والغايات السامية والتحدي والمغامرة و التجاوز. الإرادة بما تعنيه من عزيمة وإصرار و الإستعداد لتقديم كل التضحيات لأجل ما نؤمن به.
? 2.ثانيا الإيمان :
الإيمان مهما كان نوعو و مضمونو المهم الإيمان و الإيمان الحقيقي الي ينجر عليه الإلتزام و التضحية. الإيمان بالغايات العليا والقيم السامية، و الأهم بالقدرات الانسانية/الذاتية على قهر المستحيل و تجاوز أقصى الحدود.
? 3. ثالثا التفكير الناجع:
بحسن إستخدام الموارد المتوفرة مهما كانت ضحالتها و فقرها. حسن الإستخدام يعني نجاعة القوانين و الأنظمة في تحقيق الأهداف بأقل التكاليف. لهنا نحكي على نجاعة التفكير بما تعنيه من منطق و معرفة علمية.
كيف نخزر لهنا للعوامل الأساسية و الضرورية للقوة و التقدم القومي : الارادة والإيمان و نجاعة التفكير. نلقاهم الثلاثة عوامل عقلية /روحية بحتة متعلقين بالوعي القومي و القيم القومية و الثقافة القومية و هاذم الثلاثة معندهم حتى علاقة بالحجم أو الثروة أو عدد السكان.
عوامل القوة القومية هي دايما روحية و للنا العامل الأساسي والحاسم في كل أنواع الصراعات والمنافسات هو القوة الروحية لا أكثر لا أقل. لهنا نفهمو مليح انو التخلف و الضعف مهمش زهر أو قدر و إنما هوما نتيجة العقل بكل معانيه و نفس الشي القوة و الإزدهار.
عمرك ماتقلي موارد/ ثروات باطنية/ عدد سكان/ مساحة أو تاريخ عظيم و تحاول تفسرلي بيه قوة الأمم. راو انقلترا حكمت العالم وهي جزيرة صغيرة وسيطرت على أمم أكبر منها في كل شي. روما كانت مجرد قرية صيادين ايه نعم من قرية صيادين لإمبراطورية المتوسط. بليجيكا الي اصغر من تونس استعمرت الزايير و هولندا استعمرت اندونيسيا ونافست الفرانسيس و الانقليز.
وانا صغير كان عندي واحد صاحبي مبهتني علخر، كيفاش يوزن أقل مني اي اضعف مني ولكنو يعمل عركات كبيرا مع اي كان و مهما كان العدد و كانو الفصايل يخافو منو. كنت نبهت فيه و نراه موش معقول .كيف كبرت و نضجت فهمت انو الانتصار في العرك مرهون أولا بالقلب و المخ بينما القوة الجسدية ماهي إلا مكمل كهو.
كيف نقرى التاريخ و نبحر فيه بكل انواعو تاريخ سياسي أو تاريخ حربي أو تاريخ إقتصادي .. و حتى تاريخ أشخاص نلقى دائما و أبداً أن قوة الشخصية هي المحدد الأساسي للنجاح و تجي بعدها البصيرة أو النظرة الثاقبة و هذا بكلو ماعندو حتى علاقة بالأصل والثروة أو الميزات الوراثية و هذا الي يصنع الإستحقاق الشخصي و التاريخي .
كيف نجي نشوف الوضع التونسي وين نحنا نعيشو الضعف الكامل على جميع المستويات و نعتبروه نتيجة فقر الثروات وصغر المساحة و نقص السكان فانو ما انجم نقول كان ها نندبهم و قد مانندب و شوية.
التخلف و الضعف و العار التونسي ناتجين كليا بسبب:
?1. نقص أو إنعدام الإرادة:
ليس لنا معالي نطلبها وطموحاتنا شديدة التواضع و كل آمالنا محطوطة في مستوى الرفاهية.. الحقيقة انو عندنا إرادة علوشية بإمتياز وعندنا ميل للإنحطاط و هذا الي مطفي جذوة الحياة فينا و زارع فينا الميل الانهزامي و إحتقار أرواحنا.
? 2. فقدان الإيمان:
فقدان تام و كامل للإيمان أي إيمان كان سواء بتونس أو بأنفسنا أو الإنسانية و حتى الإيمان الديني عندنا ماهوش أكثر من طقوس و مظاهر.
? 3. التفكير السحري و الخرافي:
المعتمد أساسا على الاحكام المسبقة والموروث الفكري و تتفيه المعرفة العلمية و لهنا فكرنا يفتقد برشا للمنطق و الموضوعية و بش يفتقد آليا يولي مفهوم النجاعة غريب علينا.
في المحصلة أزمتنا التونسية و لو هي مجازا أزمة لنو وعينا ميراهاش أزمة و إنما يراها قدر/مكتوب و ممكن يراها أمر طبيعي بسبب اصلنا العربي!!!!!!!!
من غير مانزيد نطول و نكعرر فلي باين وواضح وضوح الشمس بالنسبة للإنسانية و للأمة التونسية. الأمر منوط بإختيارنا كيفاش نحبو نعيشو و علاش نعيشو أصلا. أي منوط بفلسفة الحياة.
الأمر ساهل و بسيط في العالم مفماش مظلومين و مساكن و كل كلام الشعوب المظلومة المسكينة المقهورة مةعندوش معنى و “بكاء مسيحي” منحط و مضاد للحياة و التقدم. العالم هو سباق أو حرب كاملة للقوة والتقدم في جميع المجالات و لهنا الإنسانية تنقسم لمريدي القوة و مريدي الرفاهية.
مريدي القوة يحبو يتقدموا و يخمموا في الحرب، الاقتصاد، العلم، التقنية و الفن و مريدي الرفاهية يخممو في الماكلة والعرس و مظاهر الرفاه. براس أمكم ماتجبدوليش الحجج البهيمة بتع مريدي القوة توفرتلهم الظروف المزيانة لنو هكا برسمي تستاهلو الرمي في الزبلة.
لعصور و قرون افتقدت تونس لقيادة روحية سياسية ايه نعم روحية بش تعطيها الارادة و الإيمان و بش تلزمها بالنظم والقوانين الناجعة و هذا الي يكفل تقدمها و سؤددها كيما يقولو العرب القدماء.
من عهد حمودة باشا و تونس تفتقد القيادة الطموحة والعظيمة و التقدمية و بغض النظر علي صار بكلو فإنو تويكا حان الوقت و جات اللحظة الي تونس تفيق على روحها و تنهض وتقوم تغسل وجهها تحل عينيها و تعمل لروحها كرامة و عزة.
جاء الوقت الي تونس فيه لازم تهبط يديها الي مادتهم للتسول جاء الوقت الي تونس تتبنى أهداف عظيمة تعمل طموح. جاء الوقت الي تونس لازمها تتشجع فيه تواجه المعيقات تغامر في الحياة و تحارب الظروف و كان لزم العالم بكلو تحاربو لأجل ما تؤمن بيه.
جاء الوقت الي تونس لازمها تؤمن و تضحي بكل شي بما فيه الحياة لأجل ما تؤمن بيه و أول إيمان لازم تونس تتبناه هو الإيمان بذاتها والإيمان بنفسها وبشعبها و بقدرتها على تحقيق المستحيل. جاء الوقت باش تونس تؤمن بأن المستحيل ليس تونسيا. جاء الوقت باش نعملو غاية للوجود نموتو على جالها .
المستحيل ليس تونسيا
و هذا هو الي تؤمن بيه القومية التونسي و بش تارب و تضحي على خاطرو.
Views: 89