أيام قرطاج السينمائية JCC في دولة الوصاية
- عقلية التقليد و المظاهر :
“ثلاثة مليارات” حجم الفلوس الي رصدتها وزارة الثقافة لمصاريف و نفاقات أيام قرطاج السينمائية لهذا العام 2017،، 3 مليارات تصرفو على الزينة و التحضيرات و البريستيج و المظاهر و السجاد الأحمر..
باش تظهر تونس في صورة مزيانة تعجب الناظرين، طبعا كيف ما يعملو الدول المتقدمة في مهرجاناتهم السينيمائية. و كأن لسان قول وزارة الثقافة “ما تقولوش الي احنا شوية و الا ما نفهموش في السينما، و نعرفو نعملو كالدول المتقدمة!! ” في المظاهر طبعا، على خاطر الأفلام كالعادة المستوى متاعها ضحل للغاية و تحديدا الي تهمنا الأفلام التونسية الي لا علاقة بالتونسي و مشاكل التونسي. و ماتنجمش ترتقي لمجرد منافسة الأفلام الأجنبية، و لا قدر المهرجان منذ عقود على خلق روح منافسة تخلي السينمائي التونسي باش يبدع و يطور من أسلوبه و يخرج من الجبة الفرانكفونية للتعبير على واقعنا التونسي.
فالمسألة محصورة في عقلية التقليد لمظاهر مهرجان دون الرقي بالمحتوى و قيمة الأفلام.
- تبذير الدولة :
زيادة على مصاريف المهرجان يلزم نقولو الي حتى المليارات الي تصرفت على انتاج الأفلام، الي عطاتها وزارة الثقافة لمنتجي الأفلام في إطار دعم الإنتاج الفني في تونس و الي أغلبها إذا موش كلها هي تمويلات فرنسية للأفلام.
و تزيدها اك الفلوس الي قاعدة تتصرف كل عام على المسرح و المهرجانات و الموسيقى و الإنتاج الفني بأنواعه، و ما يتبع الدعم هذا من تجاوزات في اختيار شكون باش تدعمو الوزارة، على أي مقياس تختار و بأي شروط و هذا ما يحل باب للمحابات و الفساد .
يعني في بلاد تعيش أزمات متاع فلاحة و إقتصاد و شح موارد مائية و أزمة قيم و مبادئ و غياب الإرادة ، في بلاد يعشق شعبها الركشة و ينفر من النشاط و الجهد و العمل و أزمة سياسية و أمنية … نلقوا وزارة الثقافة تصرف فلوسها على دعم فنون ماهيش مساهمة في الرقي بوعي و تفكير التونسي أو حتى بعث روح التحدي الي يدفعو للنشاط و يخلي عندو طموح.
- الوصاية على القاصر :
الدولة التونسية كيف تمول النشاط العام للمواطن كان ثقافي أو رياضي أو غيره و تفرض عليه رقابة و تتحكم فيه، باش تولي في حكم الوصي على المجالات هذه.
وصاية تعطل الفن التونسي على نقد ذاتو و إصلاح أخطائه و التعويل على نفسو في عوض الاعتماد الدائم على وصاية الدولة .
كالطفل الصغير الي ترعاه و هو محتاجلك لكن اذا وصل لمرحلة من النضج يلزم تخليه يعتمد على روحو و يخوض تجربته الخاصة باش يولي راجل يعتمد عليه و مستقل بشخصيتو، بينما اذا باش تبقى وصي عليه مدى الحياة إما باش يكسر العصى في يدك و الا باش يولي بلا شخصية و عالة على بوه .
- الرؤية القومية التونسية :
القومية التونسية ترى أن المجال الفني و الثقافي و حتى الرياضي يعني كل المجالات الي يظهر فيها إبداع الأمة التونسية هي من مسؤولية الأمة يقومو بيها أفراد و جماعات بما يعبر على شخصية التونسي و وعي الأمة بذاتها و دورها في الحياة.
بينما دور الدول يلزم يكون محصور في سن القوانين و مراقبة احترام القانون و ماتكونش الدولة عائق قدام الابداع. و باعد سيبو ينشط و يتحرك بحرية في كل مجالات الابداع و الانتاج بالشكل الي يشوفوه التوانسا مناسب.
فالفن و الثقافة و الرياضة و الفكر موش من مهمة الدولة و لا هي وصية عليه بل هذا دور الأمة .
هذا ما يعني أن وزارة الثقافة و وزارة الرياضة تعتبر ادارات زايدة بموظفيها و كراهبها و ميزانياتها الكبيرة الي يلزم نحطوها في المشاريع الاستراتيجية الكبرى و على إصلاح البنية التحتية و تربية الجيل الجيد و على قوة الدولة و تنظيم مؤسساتها، المجالات الي لا الشعب و لا الجمعيات تنجم تخدم عليها.
Views: 256
لا تعليقات بعد على “أيام قرطاج السينمائية JCC في دولة الوصاية”
التعليقات مغلقة.