أزمة عجز الأمة التونسية على التوحد تجاه الأخطار الأجنبية الكبرى

أزمة عجز الأمة التونسية على التوحد تجاه الأخطار الأجنبية الكبرى

المدة الي فاتت تابعت يوميا الآراء والردود والحرب التونسية/التونسية متع ماطش نهائي كاس افريقيا، و نلاحظ في الإشكال الحقيقي الإشكال الكامن في النفسية التونسية.

الإشكال الحقيقي هو التفتريش والتشظي التونسي لمجموعات: أحزاب وتيارات ومصالح لأقل سبب و لأقل فازة.

الوحدة التونسية سريعة الإنهيار لأن العقل العام التونسي من زبيبة يسكر و سريعا ينسو التوانسة الأصل الحقيقي (تونس) و يركزو مع الفرع (الحزب، الجمعية، الفريق الرياضي، النقابة، الفئة المهنية، الجهة، العائلة….).
وجاب ربي ماعندناش طوائف أو قبائل ولا رانا في حرب أهلية متواصلة.

الانقسامات الحادة سياسيا وإجتماعيا ورياضيا تنبئ بحاجة وحدة، بالإنحطاط الروحي.
و هذا يعني السطحية وغياب القيم العليا وهذا الي يخلينا لتو في 2019 مانجمناش نكملو ننهو المعارك الكبرى كيما الإستقلال و السيادة و الثورة  و هذا علاش الكاف CAF تذلنا و فرانسا تذلنا والإمارات تذلنا وقطر تذلنا و حفتر ليبيا يذلنا.

في هذه المسألة عندي بعض الملاحظات أو أفكار عامة:

1.ردة الفعل اللحظية: على أزمة الترجي و كأس CAF

من يوم ماتش الترجي و الوداد المغربي، تقريبا ¾  ثلاثة أرباع العركة الفايسبوكية الجماهيرية صارت بين التوانسة  في بعضهم، مش بين توانسا و مغاربة.

لحظتها جماهير الأندية التونسية طاحت تسب في بعضها و خرجت كل أحقادها القديمة/الجديدة و لتو لانجمو يرتاحو الزوز (و الجميع نسا تقريبا المهازل الأفريقية الي صارت عليهم الكل).

الأندية التونسية الأربعة الكبرى بدون إستثناء تعرضوا  لإعتداءات و تمييز آخرهم الي صار للنادي الصفاقسي في المغرب و لكن الجميع (بما فيهم جمهور الترجي الرياضي التونسي) ركزو تقريبا على التنبير والسب تجاه الأندية التونسية المنافسة.

2. جمهور الترجي:

جمهور الترجي إهتم بالإفتخار على باقي الفرق التونسية بسبب حصوله على اللقب الرابع وإستفزهم و ركز على تفوقوا عليهم أكثر من فرحتو باللقب الأفريقي ضد فريق مغربي.

و طيلة أيام الأزمة ركز جمهور الترجي الأكثر على سب النادي الإفريقي و من بعد النجم الساحلي والصفاقسي. متناسيا بكل غباء إنها معركة تونسية و تتطلب الوحدة و انو مهما كان خلافاتو و حزازياتو مع باقي جماهير الفرق التونسية فلازمو يترفع على هذا. و انو كيف الترجي كبير الأندية التونسية فلازم جمهورو يكون قدوة.
لكن أغلب الإنفعال الغبي الأعمى يتوجه ديراكت للتوانسا وشوية منو ينصب على الكاف والمغاربة.

جمهور الترجي بكل بهومية يرد روحو الجمهور المكروه تونسيا و هكا يخلق مناخ تفرقة تونسية تونسية و تفقد القضية أصلها التونسي و تولي ترجية بحتة.

وينسى جمهور الترجي إنو تشجيع الجمعية او حبها مايعوضش الإنتماء التونسي و إنو كل قيمتها متأتية من تونسيتها وبلاش تونس الترجي ماتسواش فرنك و إنو إستفزاز جماهير الجمعيات التونسية المنافسة هو فعل تسوقيطي بحت.

3. جماهير الأندية المنافسة للترجي:

الجماهير هذي عندها إشكاليات قديمة مع الترجي الرياضي ترجع خصوصا لعهد سليم شيبوب الي كان فاسد علخر و الله غالب ماتحاكمش. مانجموش يتجاوزو الحقد على الترجي (الي عندو اسباب موضوعية بسبب الفساد الرياضي والسياسي المرتبط بالمنظومة القديمة الحاكمة و الي مازالت حاكمة و هي الي تحكم في الجمعيات المنافسة للترجي) مانجمتش تفهم انو القضية: دولة ضد دولة و إنو السب المغربي موجه لتونس مش للتراجي (المغاربة يسبو فينا علمانيين وفطارة رمضان وبناتنا عاهرات…).

و هكا فإنها بتكبيشها في الشماتة زادت قوات الموقف المغربي بدون ماربحت جمعياتها حتى شي. جماهير الأندية المنافسة الي تعمل فيه مهوش تنبير و إنما تسوقيط كهو و المواقف الإستثنائية الرافضة للوطنية التونسية إذا كان فيها مساندة للترجي هو بذرة خيانة لا أكثر لا أقل.

4. الصحافة التونسية:

كعادتها تعجز على توجيه الرأي العام وجهة صحيحة وماكانتش على قد الحدث حيث انو أحمد أحمد رئيس الكاف متهم من شهر أفريل في قضايا تحرش جنسي وفساد و صحافتنا ما إستغلتش هذا.

الصحافة التونسية قعدت تهبط في الأخبار و التحاليل القانونية متناسية أو متجاهلة إنو العالم تسيرو المصالح وموازين القوى، أما كل ماهو قانون/شرعية هي حجج الضعفاء المساكين كهو.

الصحافة التونسية مانجمتش تركز الرأي العام التونسي على تاريخ التمييز ضد التوانسة، تاريخ الاعتداءات على التوانسة، تاريخ العار الدبلوماسي التونسي و الرخص الحكومي و أقصى ماتنجم تعملو هذه الصحافة انها تنقل اخبار من مصادر أجنبية.

5. إنقسام ما بعد الثورة:

الأمة التونسية عملت ثورة ممتازة وقف لها العالم إحتراما و رغم الكرتوش الحي المباشر في صدر التوانسا  فإنهم مارخوش أبدا و بالعكس على قد مازاد الكرتوش على قد حدة المواجهات مع البوليس و كان 14 جانفي هروب بن علي و تمبك الفخر والوحدة القومية التونسية، لكن..

لكن قبل أن يستكمل التونسيون تفكيك النظام السابق و القضاء التام على منظومة الفساد والاستبداد  تلهو بعركة العلمانية/الشريعة و ماتعداش شهر على الثورة وإنقسمت الأمة سياسيا بين دعاة الهوية العربية الإسلامية ودعاة الحداثة.

و تم إستعمال أقذر أنواع الإتهامات و السبان (يشبه للسب الي نشوف فيه تو عند جمهور الكورة) و هكا لقا النظام السابق الفرصة بش يرجع بما انو كل القوى السياسية والفكرية لاهية بالصراعات. و لقات القوى الأجنبية منفذ عملاق لنفوذها في تونس عبر تمويل و دعم الأحزاب والجمعيات ومن حينها بدأت طاقة الثورة تتراجع وتعوضت الوحدة ضد الاستبداد والفساد بإلنشقاق حول القضايا المستوردة الي ماعندهاش علاقة بالتونسي.

6. إنقسام ما بعد انتخابات 2011:

عملنا انتخابات ممتازة في أكتوبر 2011 أول إنتخابات حرة شفافة و نزيهة في التاريخ التونسي و الأمة عطات رأيها و إختارت ممثليها و طلعت الأحزاب الي حسها  الشعب التونسي ثورية و محترمة.

و لكن بالوقت الرافضين لنتيجة الانتخابات (الماركسيين، التحريين، البعثيين، الحادثيين) عملو تحالف مع إتحاد الشغل والنظام السابق(التجمعيين  الجدد و القدم +رجال أعمال فاسدين) و صنعو إنقسام تام في الشعب، و عملو كل جهودهم لتعطيل الحكومة ولو بالإرهاب والعمالة للأجانب.

هذا الإنقسام السياسي الحزبي مازال دارج علخر لحد اللحظة ومازالت القوى الأجنبية تلعب عليه وبالأخص (فرانسا، الإمارات، أمريكا، بريطانيا،  تركيا، سوريا، إيران، قطر، إسرائيل و ممكن الدزاير و المغرب) و هكا نجحنا نجاح عملاق في إفساد الإنتقال السياسي و صنعنا حكومات عاجزة و مكننا الأجانب من التدخل السافر في شؤوننا  بكل أنواع الحجج من دعم الديمقراطية لدعم الحريات الفردية لدعم المرأة للحرب على الإرهاب.

7. إتفاقية الإستقلال الداخلي جوان 1955 :

عملت إنقسام حاد وسط الأمة بين المؤيدين الي تسموا البورقيبيين وبين الرافضين الي تسموا البن-صالحيين. وكان إنقسام قريب يوصل للحرب الأهلية و صارت حملات سب قذر و إرهاب  و إغتيالات من الطرفين. وتدخلات مناصرة أجنبية (فرنسية لبورقيبة ومصرية لبن يوسف) و الكارثي إنو نص الإتفاقية موضوع الإختلاف ماقراهوش الرأي العام أصلا و ماتنشرش في تونس كان بعد الثورة.

والكارثي إنو الطرفين المختلفين ماتقابلوش في تونس كان في سبتمبر 1955 أي بعد 3 أشهر من إمضاء الاتفاقية عوض إنهم يتقابلو مباشرة قبلها.

والكارثي أكثر إنو الصف البورقيبي ولا أعمى ونسا القضية التونسية و أصبحت قضيتو الرئيسية هي الدفاع على سلطة بورقيبة و عجزو إنهم يسترجعوا الوحدة التونسية من عام 1961 في معركة بنزرت لليوم.

8. في مظاهرات  8-9 أفريل 1938 :

المظاهرات الي خرج فيها الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد و الي صارت فيها المجزرة الفرنسية الشهيرة و تشدو قادة الحزب كان فما كارثة إسمها مواقف الأحزاب التونسية الأخرى:  

-الحزب الشيوعي التونسي  كان واضح بطبيعتو متفرنس و ضد إستقلال تونس ولذا سب الحزب الدستوري وهذا موقفو الطبيعي (ملاحظة  كل الأحزاب الماركسية التونسية ترفض تقديس الوطنية وأولوية النضال الوطني و عندها تبعية خارجية متنوعة المركز).

-أما الحزب الحر الدستوري التونسي القديم بزعاماتو التاريخية و أولهم عبد العزيز الثعالبي  فموقفهم كان فضيحة بأتم معنى الكلمة لأنهم إتهمو الحزب الجديد بالتهور و هكا بررو التجزير (رغم أنهم نددو بيه) و جاو ضد مظاهرات الحزب بسبب الحزازيات الحزبية عوض مساندتو أو تنظيم مظاهراتهم الخاصة على الأقل.

9. لحظة الإستعمار:

القوات الفرنسية دخلت لتونس في أفريل 1881 و لكن إتفاقية قصر سعيد تصححت في 12 ماي ووقتها بالظبط تجندت القبايل و تلمدت لإعلان الجهاد ضد الفرانسيس لكن أغلب المدن التونسية (بإستثناء صفاقس وقابس) أذعنت للأمر الواقع. وبإستثناء القبائل فإن الطرق الصوفية و جامع الزيتونة و باقي الأمة إستسلموا أو تعاونوا مع الفرانسيس كيف أغلب جهاز الدولة وأغلب الأعيان.

وقتها تونس كانت فاقدة للقدرة على التماسك و الوحدة والمقاومة و هكا خضعت بالكامل بعد 3 سنين للإستعمار.

الوحدة التونسية الصماء الصحيحة الصلبة  ماتحققت كان في أوقات خاصة جدا و فترات قصيرة. و بالذات كانت أطول فترة بين 1953 و 1954 وقت  الثورة المسلحة الأخيرة أو حرب الإستقلال. و لكن فيسع ما تفتت الأمة بسبب الخلافات و المنافسات والأحقاد.

– ضعف الوحدة الروحية التونسية (الوحدة العضوية محققة تماما) بسبب ضعف القيادات وضعف الوعي السياسي و هذا الي يخلي الخطاب العام عادة مركز على الصراعات الداخلية عوض الحرب مع الخارج و هكا نلقو انو قضية السيادة التونسية تلقى إهتمام ضعيف في تونس مقابل  عركات الأندية الرياضية و نلقاو انو القضايا المستوردة تلقى إهتمام أكبر من القضايا الأساسية القادرة على توحيد الأمة بسهولة الماء، الفلاحة، البنية التحتية والطاقة…) .

عندنا أزمة روحية تونسية تخليها تفتقد للقيادات القومية، القيادات القادرة على التوحيد و التعبئة والتوجيه العام.

الأمة التونسية تحتاج لقيم قومية عليا، تحتاج للتأطير، تحتاج للإنضباط، تحتاج للتركيز، تحتاج لصهر وإعادة بناء/هيكلة روحيا وسياسيا وإقتصاديا وعسكريا ورياضيا.

وهذا بالضبط هدف القومية التونسية
على المدى الطويل.

Views: 1